التأم مجلس الطريقة القادرية البودشيشية يوم السبت 23 محرم 1447 الموافق ل19 يوليوز 2025 بمقر الزاوية العامرة بمداغ، برئاسة نجل شيخ الطريقة ووارث سره الجمالي، الدكتور مولاي منير القادري. وقد حضره مقدّمو الطريقة بالمغرب، والمسؤولون المتمثلون في المنسقين الماليين والمتفقدين، وكبار الطريقة وقدماؤها.

 

وقد خُصِّص الاجتماع للتداول في نقطتين أساسيتين:

1. الاستعداد للاعتكاف الصيفي والمولد النبوي.

2. التدبير المالي والمسائل التنظيمية.

 

وافتُتح الاجتماع بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم عرض لجدول الأعمال والإطار العام للاجتماع ومشروعيته، ليُلقي بشارة العارفين كلمة مباركة ترحيبية وتأطيرية، خلاصتها أن التحديات التي تواجه الطريقة منذ دخول شيخنا رضي الله عنه المستشفى، تتطلّب منا مزيدًا من الصبر والثبات، ويتماثل شيخنا الآن للشفاء في كنف العناية المولوية السامية لأمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبفضل الطاقم الطبي المقتدر، ودعاء المريدين والمحبين.

وقد أُعطيت الكلمة بعد ذلك للمتدخلين من المقدمين والمسؤولين، لتُفتَح عقب ذلك الجلسة التفاعلية الاقتراحية .

تم التأكيد في مستهل الاجتماع على أن الشريف الدكتور مولاي منير القادري البودشيشي، نجل الشيخ ووارث سره، يضطلع مؤقتًا بمسؤولية تدبير شؤون الزاوية وتسييرها بصفته النائب الشرعي والوصي، وذلك استنادًا إلى وصيتي الشيخ سيدي حمزة قدس الله سره، وشيخنا سيدي جمال حفظه الله، إلى حين عودته من احتجابه لأسباب صحية، بما يضمن استمرارية العمل الإداري والتنظيمي داخل الزاوية في ظل هذه المرحلة الاستثنائية.

وقد أسفر الاجتماع عن المخرجات التالية:

1. تتقدّم الطريقة القادرية البودشيشية بجزيل الشكر وخالص الامتنان وعظيم التقدير إلى مولانا أمير المؤمنين، وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، على العناية الخاصة التي أحاط بها شيخنا، فضيلة الدكتور مولاي جمال الدين القادري بودشيش، وعلى رعايته الكريمة له. سائلين الله العلي القدير أن ينصر مولانا الإمام نصرًا عزيزًا مؤزرًا، وأن يكلأه بعينه التي لا تنام، ويحفظه في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزره بصنوه الرشيد مولاي رشيد، ويحفظ أسرته العلوية الشريفة. كما تجدّد الطريقة ولاءها ووفاءها للعرش العلوي المجيد.

2. إن طريقتنا، التي أكرمها الله بالوراثة المحمدية، وسليل المشايخ الذين حملوا رسالة الدعوة إلى الله بإخلاص وصفاء، وتمسّك شديد بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى ﷺ، كانت وستظل مثالًا للتقوى والصلاح والورع ونكران الذات، والثبات على الثوابت الدينية والمقدسات الوطنية.
وأعرب المشاركون عن التزامهم بوصية شيخنا سيدي جمال التي أكد فيها أن الأذن في التربية بعده ووارثه الأوحد هو بشارة العارفين وابنه البار مولاي منير القادري بودشيش، وكذلك أعربوا عن ارتباطهم بمنزل الوصال بمداغ.

3. إن طريقتنا مدرسة تربوية روحية صافية، تجمع فئات المجتمع والطالبين للتزكية، والراغبين في النهل من السرّ المحمدي. وهذه التربية، المبنية على الصحبة والذكر المأذون، بثمراتها المتمثلة في العمل الصالح وخدمة الصالح العام، تُعد حصنًا حصينًا من آفات دعوات التشهير والتضليل، من خلال زرع قيم المحبة، والوسطية، والاعتدال، والوحدة.

4. تُعد المشيخة في الطريقة القادرية البودشيشية هيكلًا خاصًّا يرتبط بأبناء الشيخ، وتكمن غايتها الأساسية في تسهيل التواصل مع مختلف مؤسسات الزاوية، وذلك في نطاق المهام التبليغية والتنسيقية.

5. يتحمّل مجلس الطريقة، ومسؤولوها، ومقدّموها، وكبارها، وقدماؤها، كامل المسؤولية في الحفاظ على ثوابت الطريقة، وضمان السير العادي لكافة أنشطتها، والتجند لإنجاح جميع المناسبات والتظاهرات الروحية التي تُنظَّم بمنزل الوصال أو في مختلف زوايا الطريقة.

6. يتم العمل على تفعيل مؤسسات الطريقة، بما في ذلك هيئة التفقد، والهيئة العلمية، وهيئة الشباب، وهيئة الأعمال الاجتماعية، مع الحرص على انتظام اجتماعاتها، والتزام مسؤوليها الكامل بالعمل الجاد والمنظّم، وإشراك أطر الطريقة في تدبير شؤون هذه المؤسسات وتفعيل أدوارها بما يضمن النجاعة والتكامل.

7. ونظرًا للظروف المادية الصعبة التي تمر بها الزاوية، وما يترتب عنها من تراكم للديون والفواتير غير المسددة، وحرصًا على الوفاء بالالتزامات الروحية والاستحقاقات المقبلة، تقرر إحداث لجنة مالية تحت إشراف مجلس الزاوية، تُعهد إليها مهمة تدبير مختلف النفقات، ووضع خطط استعجالية لتجاوز العقبات المالية الراهنة.

8. ينطلق اعتكاف شهر غشت لسنة 2025 ابتداءً من 11 غشت إلى غاية 24 منه، كما يُنظم الملتقى العالمي للتصوف في دورته العشرين من 1 إلى 6 شتنبر 2025، بإذن الله، في أجواء من التعبئة الجماعية.

9. يُنبّه مجلس الطريقة كافة المريدين والمريدات إلى ضرورة الحذر من الانسياق وراء الحملات الإعلامية المغرضة، التي تسعى يائسة للنيل من سمعة الطريقة وتشويه صورتها، والتي يقودها أشخاص منتحلون صفة مسؤولين أو مريدين، يدّعون كذبًا الحديث باسمها، والطريقة منهم براء. ويدعوهم مجلس الطريقة إلى التحلي باليقظة الوطنية والوعي، وأخذ الأخبار من مصادرها الموثوقة والشرعية. كما تؤكد الطريقة أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية والقضائية اللازمة ضد كل من يسيء إليها أو يستهدف ثوابتها الروحية ورسالتها في إصلاح الفرد والمجتمع وكل من يزرع الفتنة بين الفقراء في جميع الزوايا.

 

وفي الختام، يتوجّه مجلس الطريقة إلى الباري عز وجل بالدعاء لشيخنا الجليل، فضيلة الدكتور مولاي جمال الدين القادري بودشيش، بالشفاء العاجل، والخروج من المستشفى، والعودة إلى مداغ العامرة مشافى معافى بإذن الله. كما نسأله سبحانه أن يُجزي شيوخ الطريقة خير الجزاء، ويبارك في خدامها الأوفياء على تضحياتهم وإخلاصهم في خدمة منزل الوصال. ونسأله تعالى أن ينصر مولانا أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، نصرًا عزيزًا مؤزرًا، وأن يحفظه بالسبع المثاني والقرآن العظيم، قرير العين بولي عهده المحبوب، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، مشدود الأزر بصنوه السعيد، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة.

إنه سميع مجيب.

حرر بمداغ، شرق المملكة، في 23 محرم 1447 هـ، الموافق لـ 19 يوليوز 2025 م.